الأسرع يأسًا ليس من تعثّر، ولا من مرّ بتجربة مؤلمة، بل من اختار أن يرى الحياة بعينٍ واحدة، لا تبصر سوى الجانب السلبي فيها. إن الإنسان الذي يحدّق طويلاً في إخفاقه، ينسى أنه ما زال يحمل في داخله جوانب أخرى مليئة بالقوة، والأمل، والقدرة على النهوض.
نحن لا نسقط لأننا ضعفاء، بل لأننا نُركّز على سقوطنا أكثر مما نُركّز على قدرتنا في الوقوف مجددًا. كم من شخصٍ ظنّ أن فشله نهاية الطريق، ثم اكتشف لاحقًا أنه كان بداية التحول، وبذرة النجاح القادم. الحياة لا تُقاس بلحظة إخفاق، بل بما نتعلّمه منها، وبما نفعله بعدها.
إن التركيز على الجانب السلبي يجعل القلب يضيق، والعقل يعجز عن رؤية الفرص الكامنة في الزوايا الخفية من التجربة. بينما من يتأمل الصورة كاملة، يدرك أن الخسارة ليست نهاية، وأن الفشل أحيانًا يكون المعلّم الذي يقوده إلى أوسع الأبواب.
حين تتذكّر أن الحياة ليست فصلًا واحدًا، بل كتابًا من فصولٍ متنوّعة، ستتعلّم كيف تبتسم بعد كل خيبة، وكيف تجعل من الألم خطوة نحو وعيٍ أعمق ونضجٍ أجمل. فالفشل لا يقتل، لكن الاستسلام له يفعل.
لذلك، لا تنظر إلى جانبٍ واحدٍ من حياتك، فالضوء لا يظهر إلا حين تجتمع الألوان، وكذلك جمالك الداخلي لا يُرى إلا حين ترى كل ما فيك، لا ما أخفقت فيه فقط.
بقلم: عطر الزمان / يوسف المعولي