المال موجود ليخدمك، لا لتخدمه. كثيرون يقضون حياتهم في مطاردة المال وكأن وجوده هو غاية الوجود، ثم يكتشفون في لحظة أن العمر قد مضى وأن ما جمعوه لم يرفع عنهم وحشة القلب ولا تعب الروح.
المال وسيلة لا أكثر، أداة ترفع جودة حياتك وتمنحك مساحة أوسع للراحة والخيارات، لكنه لا يجب أن يكون سيدًا يقيّدك. إنك لا تعمل فقط من أجل المال، بل الأجمل أن تجعل المال يعمل لأجلك؛ فيبني لك الاستقرار، ويحقق لك الأمان، ويمنحك فرصة أن تستمتع بما حولك.
حياتك أكبر من مجرد أرقام في حساب مصرفي. المال جزء من الرحلة، لكنه ليس الرحلة كلها. لا تسمح له أن يسرق إنسانيتك، أو يفسد مبادئك، أو يبعدك عن أسرتك. فما قيمة مالٍ يُكسبك رفاهية مؤقتة لكنه يسلبك من تحب؟ وما فائدة أموال الدنيا إن كانت تأتي على حساب صحتك، وهي رأس مالك الحقيقي؟
المال ضرورة، نعم. لكنه ضرورة لا تكتمل إلا حين توضع في ميزانها الصحيح. فالحياة أكبر من جمع الأموال، الحياة في أن تعيش بتوازن؛ أن تعمل، أن تبني، أن تستمتع، أن تمنح قلبك حقه وعقلك نوره وأسرتك دفئها.
لا تجعل المال سيدًا عليك، بل اجعله خادمًا بين يديك. عندها فقط تدرك أن الغنى الحقيقي ليس ما تملكه في حسابك، بل ما تملكه في قلبك من سلام ورضا.
بقلم: عطر الزمان / يوسف المعولي