النصوص الأدبية الصبر مفتاح النور
قصص عطر الزمان قصة: الصبر والبذرة
مقالات عطر الزمان اياك والعلاقات السامة
النصوص الأدبية وجع الفراق
النصوص الأدبية نار الحسد
النصوص الأدبية الندم الذي يأتي على مهل
النصوص الأدبية العداوة التي بلا سبب
النصوص الأدبية كن رحيمًا.. فالدنيا دولاب
الثلاثاء, 07 أكتوبر 2025 04:24 مساءً 0 28 0
البنت الصالحة… أمّ قبل أوانها
البنت الصالحة… أمّ قبل أوانها

 

 

 

في بيتٍ صغيرٍ على أطراف القرية، كانت مريم تعيش مع إخوتها الثلاثة بعد رحيل والديهم في حادثٍ مؤلم. لم يتجاوز عمرها الثامنة عشرة، لكنها كانت أكبرهم، فاختارت أن تكون لهم كلَّ شيء…

 

في تلك الليلة التي خيّم فيها الحزن على البيت، وقفت مريم عند رؤوس إخوتها النائمين، ومسحت على رؤوسهم وقالت لنفسها بصوتٍ مبحوح:

"سأكون لهم أمًّا كما كانت أمي، وسأصبر كما كان يصبر أبي."

 

مرت الأيام ثقيلة، لكنها لم تتراجع. كانت تستيقظ قبل الفجر، تُعدّ الطعام، وتغسل ملابسهم، وترافقهم إلى المدرسة، وتعود لتعمل في الخياطة حتى منتصف الليل. كلما شعرت بالتعب، تذكّرت ابتسامة أمها، وكأنها تقول لها: “اثبتي يا ابنتي، فالله لا يضيع من أحسن النية.”

 

كبر إخوتها وهم يرون في مريم مثال القدوة والحنان. لم ترفع صوتها يومًا، ولم تشتكِ قسوة الحياة. بل كانت دائمًا تردد:

"من احتسب لله، أعانه الله على ما لا يُحتمل."

 

وذات مساء، بعد سنوات من الصبر، جلس أصغر إخوتها عند قدميها وقال لها:

"أختي مريم… نحن ما عرفنا معنى اليُتم، لأنكِ كنتِ لنا كلّ الحنان."

 

حينها فقط، دمعت عيناها. شعرت أن الله جبر خاطرها كما جبرت خواطرهم.


فقد كانت مثالًا حيًّا أن الأنثى الصالحة لا تُقاس بعمرها، بل بعظمة قلبها.

 

بقلم: عطر الزمان / يوسف المعولي

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
البنت الصالحة، التضحية، الإخوة، الرحمة، الصبر، الأسرة، الحب، الإيمان، القصص الملهمة، مدونة عطر الزمان يوسف المعولي

محرر المحتوى

يوسف المعولي ( عطر الزمان )
المدير العام
كاتب ومحرر

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك