الاعتذار ليس انكسارًا، بل شجاعة لا يعرفها إلا الكبار. هو انحناءة خفيفة للروح أمام الحقيقة، ووقوف صادق أمام مرآة النفس.
كم من كلمة اعتذار أطفأت نارًا، ورمّمت جرحًا، وأعادت للحياة بريقها بعد أن كادت تخبو؟!
فالاعتذار لا يُسقط من قيمة صاحبه، بل يرفعه؛ لأنه يعلن للعالم أن القلب ما زال نابضًا بالإنسانية.
قد نخطئ، وقد نتعثر، وقد نتجاوز في لحظة غضب، لكن جمال الإنسان يكمن في قدرته على الرجوع بخطوة صادقة، بكلمة نقية، بابتسامة تحمل بين طياتها معنى: أنا آسف، ولك مكانك في قلبي.
إن الاعتذار ليس للكلمات وحدها، بل للأرواح التي تستحق أن تبقى قريبة، وللقلوب التي وهبتنا الحب دون حساب. هو دواء الجروح الصامتة، وبلسم العلاقات التي نريد لها أن تستمر.
بقلم: عطر الزمان / يوسف المعولي